کد مطلب:195857 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:278

کیفیة السماع والأبصار
لقد ثبت فی علم الطب الحدیث وأصبح من البدیهی لدی نطس الأطباء بعد التجارب والبحث العلمی فی كیفیة السماع: ان بین منبع الصوت والاذن السامعة توجد علی الدوام مسافة، ولأجل أن یدرك الصوت یحتاج إلی أن یكون بینهما وسط ذو مرونة وهذا الوسط المرن هو الهواء بوجه عام، فاذا لم یكن هذا الوسط المرن بین السمع والمسموع لم یدرك الصوت، ولذلك فلا یسمع صوت فی الخلاء (أی الموضع الخالی من الهواء) البتة.

كما أجمعوا أیضا: علی أن المرئیات مطلقا لاتری مالم یشع علیها ضوء خارج عنها كضوء الشمس أو نور المصباح أو نور النجوم وأشباهها، فان هذه الأشعة المنعكسة من أی مرئی كانت تدخل فی العین من القرنیة الشفافة وتمر بالحدقة بالبؤبؤ ثم تسقط علی الشبكیة وترسم علیها صورة المرئی.

إذن فلا سماع إلا بالهواء ولا رؤیة إلا بالضیاء حسب العلم الحدیث، وهذا القول الناتج بعد البحث والتنقیب من قبل علماء وفطاحل وباختبارات كثیرة طیلة أعوام وأجیال، هو بلا ریب جاء مطابقا لقول الامام الصادق «ع»، بل هو عین ماذكره قبل مدة غیر قصیرة أی قبل ألف ومائتی سنة وذلك حیث یقول: [1] .

أنظر الآن یا مفضل إلی هذه الحواس التی خص بها الإنسان فی خلقه وشرف بها علی غیره (إلی أن یقول) فجعل الحواس خمسأ تلقی خمساً لكی لا یفوتها شیء من المحسوسات. فخلق البصر لیدرك الألوان، فلو كانت الألوان ولم یكن بصر یدركها لم یكن فیها منفعة، وخلق السمع لیدرك الأصوات، فلو كانت الأصوات ولم یكن سمع یدركها لم یكن فیها أرب، وكذلك سایر الحواس، ثم



[ صفحه 31]



هذا یرجع متكافئأ فلو كان بصر ولم تكن ألوان لما كان للبصر معنی، ولو كان سمع ولم تكن أصوات لم یكن للسمع موضع، فانظر كیف قدر بعضها یلقی بعضاً فجعل لكل حاسة محسوساً یعمل فیه، ولكل محسوس حاسة تدركه، ومع ذلك فقد جعلت أشیاء متوسطة بین الحواس والمحسوسات لایتم الحس إلا بها، كمثل الضیاء والهواء فانه لو لم یكن ضیاء یظهر اللون للبصر لم یكن البصر یدرك اللون ولو لم یكن هواء یؤدی الصوت إلی السمع لم یكن السمع یدرك الصوت الخ.

أقول: فتأمل وانصف وجدانك، أهل جاء الطب الحدیث بغیر ماذكره الامام «ع» للمفضل فی ما أملاه علیه من محاضرته القیمة بصورة سهلة واضحة.

وإلیك نظریة علمیة ثالثة (وما أكثر نظریاته العلمیة التی لو جمعت ولوحظت لكانت أسساً علمیة طبیة لكل مخترع مفتخر به الیوم. ولكن...) ذكرها الامام الصادق علیه السلام قبل اكتشاف العلم الحدیث لها فی القرن التاسع عشر المیلادی وهی معرفة حصول العدوی من السقیم إلی المریض بواسطة الجراثیم المرضیة كما سنذكره لك علی وجه الاكمال.


[1] توحيد المفضل.